كثيرا ما تحدث العالم اثناء العقود التي مضت عن العملاق النائم خاصة اثناء الحرب الباردة وبعد سق حائط برلين و تغير الخارطة السياسية والاقتصادية في العالم وانتهاء صراع القطبين بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، لكن لم تمنع سيطرة الولايات المتحدة على العالم بعد انهيار المعسكر الشرقي من استيقاظ العملاق الجديد المتمثل في دولة الصين وظهور قوى اخرى صاعدة على غرار الهند والبرازيل وايران خاصة تركيا التي تعتبر من المحاور الاقليمية المتقدمة من حيث الاهمية نظرا للعوامل التاريخية و التموقعات الجيوسياسية التي فرضت توازنات جديدة. لا زالت المنطقة الفاصلة بين القارة العجوز و آسيا محط انظار العالم نظرا لعدم الاستقرار السياسي وارتفاع وتيرة التوتر بين الأطراف السياسية في الداخل وبين تركيا وخصومها في الخارج خاصة بعد الإنقلاب الفاشل في15 جويلية 2016 . تعد تركيا معجزة اقتصادية بكل ما في الكلمة من معنى بعد ان حققت اقتصادا ناجحا في وقت وجيز في ضل صراعات اقليمية و حروب متواصلة ابتدات بحرب افغانستان ثم حرب العراق و الان تخوض تركيا حربا على تخوم حدودها مع سوريا و كذلك داخل سوريا بعد سيطرتها على منطقة عفرين السورية في مواجهة مباشرة مع الاكراد.
في ظل هذا المناخ سجلت الليرة تراجعا كبيرا امام الدولار حيث وصل الدولار الواحد اربع ليرات الا ان هذا التراجع لم يؤثر الى حد الساعة على الاتراك و قدرتهم الشرائية كما هو الحال بالنسبة للمهاجرين في تركيا باعتبار ارتباطهم العضوي بأرضهم الام و بعد ان اصبحت تركيا توفر مناخا مستقرا لليد العاملة القادمة من البلدان العربية. يتقاضى المهاجر حوالي 3500 ليرة ما يعادل 800 دولار بالنسبة لقيمة الليرة امام الدولار هذه السنة، بينما كانت تعادل 1300 دولار السنة الماضية مما ادى الى تقهقر القدرة الشرائية و المعيشية للمهاجر اساسا اذا كان له مهام توفير مصاريف لعائلته المقيمة خارج تركيا.
أفنان كودجي
Comments are closed.