testata
Ad
Ad
خبر اليوم

قصة من داخل الجحيم الطارد الى أوروبا

Google+ Pinterest LinkedIn Tumblr

يعد ملف الهجرة الغير النظامية ملفا شائكا يربك سياسات الاتحاد الأوربي وسببا للاختلاف الداخلي داخل القطر الأوربي الواحد ومصدرا للأزمات بين الأقطار، خاصة وأن على الضفة الأخرى للبحر الابيض المتوسط تحلم اعداد لا حصر لها ببلوغ الارض الأوروبية ودوافعها في ذلك عديدة ومتباينة لكنها تشترك في الأسباب من معاناة واضطهاد واقتتال وخوف وذعر و فقر حالها حال قصتنا التي ننقلها لكم.

كان شاهدا عليها وناقلا لها منذ سنوات بالتحديد سنة 2012 فريق صحيفة الأخبار الجيوسياسبة الايطالية عندما كان ذات يوم داخل مخيم الشوشة أحد مخيمات اللاجئين في الصحراء التونسية على الحدود التونسية الليبية بطلها شاب من الصومال. “ اسمي غير مهم ولكن قصتي تشير الى كوننا كثيرا ما ننسى أننا بشر سواء “هكذا عبر شاب صومالي لم يبلغ بعد سنته العشرين عن محنته التي يعيش. “كنت أعيش مع عائلتي في مقديشوا في منزل بالقرب من المطار وفي إحدى الليالي سقطت صواريخ على المكان وأصبت أنا وإخوتي ببعض الشظايا. أصيبت ساقي بجروح بليغة وفي المستشفى أخبرونا عن عجزهم توفير الرعاية اللازمة لنا لذلك أخذتني أمي الى كينيا (نيروبي)لإجراء عملية جراحية على ساقي وبينما كنت تحت تأثير المخدر قاموا باستئصال كليتي وبيعها دون موافقتي ودون أن أحصل على شيء في المقابل. بعد ذلك وباستمرار تدهور الوضع الأمني في مقديشوا وفرت لي أمي المال وارسلتني الى ليبيا أين عملت في تنظيف البلور وفي مارس من العام الماضي كنت في طريقي الى مكان سكني لأجد نفسي وسط مظاهرات واحتجاجات وبسبب اللخبطة والفوضى اعتقلتني الشرطة وتعرضت بعدها للتعذيب لمدة ثلاث ساعات دون توقف بواسطة الاسلاك الكهربائية “ وحشية رهيبة لمجرد احتمال المشاركة في احتجاج؟ “طلبوا مني مبلغا ماليا 1500يورو…لم تفلح صيحاتي وتوسلاتي في ثنيهم بل كانوا يصرون على الضرب والصعق بالصدمات الكهربائية دون رحمة او شفقة الى أن دخلت في غيبوبة استمرت الى 22 يوما لأستيقظ بعدها في إحدى مستشفيات طرابلس. وجدت بجانبي طبيبا صوماليا فسر لي ما حدث ونصحني بمغادرة ليبيا وبالاتصال بأحد اقربائي في الولايات المتحدة الامريكية تحصلت على بعض المال وبفضله وصلت الى هنا، أريد الذهاب الى السويد ذاك هو حلمي “

كثيرة هي قصص ومغامرات كل الحالمين بالجنة الأوربية ربما كل أملهم ان ترسوا مراكبهم بسلام في موانئ القارة العجوز وينظر إليهم والى وضعياتهم بعين الرحمة والإنسانية.

غازي الدّالي

Comments are closed.