ماذا ستقولون للشهيد؟

لم يكن في حسبان أي شهيد قدم نفسه من اجل الحرية واسترداد الحقوق للشعب التونسي ان تأول الامور لما هي عليه اليوم. بدأت تتقلص أهداف الثورة شيئا فشيئا وسط إحباط جل التونسيين حتى وصل الامر بالإعتداء علي الشرعية الدستورية داخل مجلس منتخب من طرف الشعب الذي تجاوز كل منطق النقاش وقد رسخ مشهد مألم بالطريقة الصبيانية التى تعامل بها مع رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة ونخص بالذكر كتلة نداء تونس التي طعنت في شرعية الهيئة واتهام شخص رئيسها المتمثل في المناضلة سهام بن سدرين بالعمالة التي غادرت الجلسة. بعد ذالك بدأت سلسلة المغادرات تتعاقب بين النواب حتى بقيت كتلة نداء تونس وحيدة داخل القاعة عندها تقدم رئيس المجلس محمد الناصر بطلب التصويت ولم يذكر حتى محتوى التصويت الذي آلت نتيجته برفض التمديد للهيئة مع العلم ان شرط النصاب لم يكن متوفر بما ان عدد المصوتين كان 70 بينهم 2 محتفظين ومع تواصل هشاشة الموقف أعلن المجلس قراره بعدم التمديد مصحوب بإحتفال الكتلة الندائية. بعد هذه المهزلة الدستورية ضهرت رئسية هيئة الحقيقة و الكرامة سهام بن سدرين في وسائل الإعلام اليوم 28 مارس 2018 وردت عند سؤالها بما يخص وثائق التشكيك في الاستقلال التي بحوزتها قالت ان بعد ما تلقت الهيئة شكوى من طرف أهالينا بتطاوين مفادها القصف الفرنسي الذي وقع في جويليا عام 1956 والذي خلف ضحايا في جبال الجنوب التونسي بدأت الهيئة بالتقصي في الجريمة مما أستوجب فتح الارشيف عندها أكتشفت الهيئة وثيقة إتفاقية 1955 التي جاء على إثرها بروتوكول الاستقلال ثم وقع التخلي عليها من طرف الفرنسيين وذكرت ايضا ان بحوزتها وثائق اخرى هي مستعد لنشرها. فيما يخص احداث جلسة مجلس الشعب قالت تمت دعوتها من طرف رئيس المجلس للمناقشة وتقديم تعليل التمديد في المدة فاستجابت لكن ماحدث كان مغاير لاصل الموضوع وقالت أيضا لم يتم مناقشتنا في اسباب التمديد بل كان افتاء حول شرعية الهيئة من عدمها واختصاصها في المواضيع المطروحة على مكتبها ثم قالت ليس من حق اي شخص يحن للاستبداد و الضلم ان يطعن في الفصل148 المتعلق بالعدالة الانتقالية وإلزام أجهزة الدولة كلها بما في ذالك القضائية والتنفذية و التشريعية او يطعن في شرعية الهيئة معلنة ان ما يصير من تجاذبات وجدل داخل المجلس حول التمديد لم نكن طرف فيه في الاثناء سنواصل أعمالنا سنطبق القانون سننفذ عهدتنا التي هي كشف الحقيقة ومسألة القائمين بالانتهاكات وجبر الضرر للضحايا اصلاح المؤسسات الى غير ذالك

نصرالدين الشارني