انطلقت ككل عام في يوم 30 مارس عدة مسيرات وتظاهرات على كامل الأراضي الفلسطينية إحياء ليوم الأرض ذو الرمزية العميقة والمكانة الخاصة في وجدان كل فلسطيني وهو من الأيام التي يتجند لها الاحتلال الإسرائيلي ويستنفر فيها كل قواته للاشتباك مع المتظاهرين. حيثُ أعلنت وكالة رويترز للأنباء عن مصرع 16 فلسطينيا برصاص الاحتلال وإصابة المئات خلال المسيرات التي خرجت أمس الجمعة 30 مارس 2018 على الحدود بين قطاع غزّة والأراضي المحتلة. هذا ويُعتبر يوم الأرض من الأحداث المحوريّة في الصراع على الأرض يحييه الفلسطينيون في الثلاثين من مارس من كل عام وتعود أحداثه إلى عام 1976 حيث قامت السّلطات الاحتلال بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة . وقد أعلنت الحُكومة الفلسطينيّة اليوم 31 مارس 2018 عن إضراب في كافّة المؤسسات والجامعات والمدارس التزاما بالقرار الذي أصدره رئيس الحكومة محمود عباس في إعلان الحداد على الشهداء الذين لقوا حتفهم أمس الجمعة في مسيراتهم التي طالبوا فيها بحق العودة إلى أراضيهم وقُراهم التّي طردوا منها قسرا في عام 1948. وأفادت القُوى الوطنيّة ومن بينها حركة فتح وحماس في بيان لها أنّ الإضراب سيشمل كُلّ مُحافظات البلاد رفضا للمجزرة التي ارتكبتها قوات الإحتلال في حق الشعب الفلسطيني. ولم تتراجع الولايات المتحدة في التغاضي المقصود عن إصدار بيان في مجلس الأمن الدّولي يُدين سقوط الشهداء الفلسطينيين. وقال نبيل أبو ردين الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية في بيان صحفيّ له أن “استمرار الإدارة الأمريكية بنهجها الحالي المتمثل في حماية الاحتلال وتعطيل كل المحاولات الدولية الرامية للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لوقف عدوانها وبطشها لن تزيد شعبنا إلا صمودا وثباتا على مواقفه المتحدية لكل المؤامرات التي تستهدف وجوده وأراضيه”. وأعلنت وكالة رويترز أنّ الكيان الصهيوني ينشر مائة قنّاص وراء سواتر ترابية أقامها لمواجهة مسيرة العودة الكبرى. وأبلغت وزارة الصحة الفلسطينية أنّ فلسطينيا أصيب بالرصاص الحي خلال المواجهات في بلدة قصرة جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربيّة. وتتواصل المواجهات بين المتظاهرين وجنود الاحتلال إلى اليوم الثاني على التوالي حيث اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء اليوم 31 مارس 2018 عن إصابة 35 متظاهرا بالرصاص الحي على الحدود مع قطاع غزة.
نسرين بكارة
Comments are closed.