testata
Ad
Ad
شخصية الأسبوع

علي موسوي : مهندس معماري يبحث في كمال البناء وجماله

Google+ Pinterest LinkedIn Tumblr

عراقي المولد ذلك هو ” علي موسوي ” رجل ترعرع في أحضان عائلة تتعامل مع المجال من حيث التهيئة والإنجاز ….. إذ كان أبوه أكبر مساحي العراق وقام بأقلمة كامل الأراضي العراقية …أخوه الأكبر ” سامي ” من أشهر المـهندسين المعمارين العالميين إذ قام بهندسة جامع ” روما ” والمركز الاسلامي في ” سرواك ” بماليزيا .

أما عائلته المصغرة فلم تكن بعيدة على الفن والإبداع إذ كانت زوجته مهندسة معمارية إختارت الفن التشكيلي وتميزت أيضا في مجالها عالميا بمشاريع فنية ومعارض دولية هامة .
أبنائه تراوحت توجهاتهم بين الهندسة والرسم ولهم شهادات وانجازات متميزة .

قصة نجاح هذا المهندس بدأت منذ صغر سنه حيث تلقى رعاية من أبيه الذي دفعه نحو التميز المدرسي والثانوي فكان من الأوائل المتفوقين …
في الجامعة كان لأخوه الفضل في توجيهه نحن مجال الهندسة المعمارية حيث تتلمذ على يد خيرة الأساتذة ومن أهمهم الدكتور ” محمد مكير ” مؤسس القسم المعماري بالجامعة العراقية الذي قام بتكوينه وصقل موهبته .

وفِي هذا الصدد يقول ” موسوي ” ، ” إن الإنسان له موهبة دفينة تنتظر فرصة الإنطلاق وعند توفرها يكون الإنجاز ويتحقق الطموح ”
ويتابع ليقول ” أنه كان شغوف بالفن ، الرسم والإبداع لكنه لم يكن يعتقد أن الفن المعماري يفجر طاقته في الإبداع الفني لأن نشأته كانت بالبادية ولا يمكن لهذه البيئة ان توفر له مناخا ملائما للفعل والإنجاز الفني بالإضافة إلى كون الحركة المعمارية عموما جاءت متأخرة شيء ما ”
حتى تفطن خلال دراسته الجامعية أن المهندس المعماري مفهوما يعني ” الخلاق ” أي أن الشخص يسعى في كل لحظة إلى خلق جديد وبناءا جديد يدفعه التطلع إلى الجمال والوعي الشقي بعدم الرضى إلى مزيد البحث عن الكمال .

ويقسم ” موسوي ” تاريخه المهني إلى ثلاث عقود مهمة تراوحت بين النجاح والإنتكاس إستطاع من خلالها أن يكتسب تجربة جعلته من بين المعماريين الأكثر حضورا وإنجازا على المستوى العالمي .

فبعد تخرجه سنة 1969 بدرجة مشرف إشتغل بوزارة التخطيط العراقية لمدة ثلاثة سنوات مكنته من إكتساب تجربة مهنية في مجال التهيئة الترابية ، التخطيط والأقلمة .
ثم فتح أول مكتب له في الهندسة المعمارية كان الهدف منه تطوير البيت البابلي والعراقي عموما وإعطائه بعدا ثالثا يقوم على إعتبار البناء ككتلة منفتحة على العالم الخارجي بحيث أصبحت الغرف عبارة عن الفضاءات متلائمة مع المشهد الإجمالي وخصوصيات المكان وهو ما نجح في تحقيقه بل أمكن له من تأسيس نمط معماري جديدا يدرس بالجامعات ، يقلد ويطبق ميدانيا .

وكانت فترة السبعينات بمثابة المرحلة التكوينية في مجال إنجاز المشاريع فكانت فترة إدارة مشاريع والبناءات وخاصة الفنادق مثل ” فندق مليا ” وكان التعامل مع عدة مهندسين معماريون .
تلتها الثمانينات كتجربة مختلفة أطلق عليها ” موسوي ” : مرحلة الإنتقال إلى العالمية .
بدأت بمسابقة حكومية لإنجاز مشروع ” شارع حيفا ” في بغداد وقد فاز مكتبه بجزء من المشروع تمثل في بناء ” مركز الفنون ” الذي أبدع في تصميمه وبنائه فكان الجزء الأجمل في المشهد العام للمدينة .
ثم إنتقل إلى لندن وفتح مكتبا بها وبعديد العواصم كباريس ودبي لكنه كان يدير مكتب العراق عن بعد بواسطة ممثل له بها ….ونجح في أخذ عديد العروض مثل ” جامع صلاح الدين ” ، ” ميترو بغداد ” و ” قصر الضيافة ” بالبصرة …
تجربة يصفها بالناجحة ويفخر بكونها مشاريع بأيادي عراقية وذات طابع متناغم مع المخزون التراثي العراقي وهو ما أتاح له فرصة الإتطلاع بل والبحث في الحضارة العراقية من السومارية ، البابلية والعباسية ، والتراث البغدادي ….
في التسعينات وهي المرحلة الثالثة بالنسبة له ترك ” موسوي ” البلاد مضطرا بعدما لاحظ فتورا في الأداء ، وتكرارا للمنجز المعماري ، إنجاز لمشاريع كرتونية ، صاحب ذلك حصارا دوليا ناجما عن المتغيرات السياسية آنذاك .
أغلق مكاتبه بكل من العراق ودبي وقام بالتركيز على مكتبه بلندن في بداية جديدة وآمال جديدة فقام بتوسعته وجعله ذا توجهات أنقلزية من حيث شخصيته القانونية والمهنية وقام بتنويع النشاط ليأخذ مشاريع الترميم ، اعادة التصميم ، التعديل ، التحوير والإصلاح …
وفاز المكتب بعدة مشاريع لبنايات ببريطانيا ، بدول الخليج من فنادق ، قصور ومستشفيات …
لكن نداءا لواجب المساهمة في بناء عراق بعد الحرب تحرك مكتبه في إتجاه تشخيص حاجيات العراق الأساسية ، فكان أن لاحظ “موسوي ” حجم الدمار والمأساة التي أصبحت عليه العراق على مستوى البنية التحتية ، السكن ، الصحة والتعليم …
وبدافع الطموح وإرادة الفعل والمساهمة جعلته يغامر بالإنجاز فقام بالتخطيط لمشاريع ضخمة وهادفة على مستوى القطاعات السالفة الذكر لكن لم يجد آذان صاغية ومتفهمة فكان أن حول نظره إلى إقليم ” كردستان ” أين قوبل بالترحيب والتشجيع فقام بتخطيط شامل لحاجيات الأقليم على المستوى الصحي .
أنجز لمدة أربعة سنوات بنية تحتية صحية تتراوح بين الإداري والخدمي فكانت بناية وزارة الصحة ، خمسة مستشفيات ومراكز طبية …تتوزع مجاليا بين “أربيل “و” كركوك ” ومدن أخرى …..
لكن حنينه الشخصي إلى ” بغداد ” كان هاجسا وطموحا جعله يقدم طلبه في أول فرصة أتيحت له من خلال إعلان لوزارة الشباب والرياضة عن فتح مناقصة لإنجاز ” المدينة الرياضية بالبصرة ” .
فاز بهذا العرض واستطاع أن يبدع في إنجاز مكونات هذه المدينة التي جمعت بين الحداثة في التصميم ، التجانس ، العمق الزمكاني والبيئي ، الجانب التكنلوجي والبيولوجي …
وقد تعددت المراكز بها لتشمل أماكن ترفيهية ، سكنية ، مكتبة عمومية ضخمة ، مساحات خضراء ، متحف ، مراكز استشفائية ….
مدينة جميلة ، مفتوحة غاية في التصميم والإبداع جعلتها تتبوأ صفة مركز المدينة وإشعاع بغداد .

وفِي تعليق له على هذا الإنجاز الضخم قال ” موسوي ” أن العراق كان ولازال لها السبق في الفعل الحضاري ورغم الصعوبات فإن العراقي يمكنه أن يطمح وينجز .
وعلى المستوى الشخصي والمهني الحافل بالإنجاز قال أن ” المعماري مهما كان إنجازه فرغبته في العمل لازالت مفتوحة وطموحه لم يتحقق بعد “

مراد المولهي

Comments are closed.