تسقط الشعارات الزائفة التي تنادي بتقبل الآخر والمساواة في الحريات وممارسة حرية المعتقد التي ترفعها السلطات الفرنسية وتتشدق بها ليلا نهارا في الخطابات الرنانة والمؤتمرات المنمّقة ساعية لتغطية عريّ العنصريّة والتمييز والانحياز بدعوات زائفة للتعايش السلمي.
وتزامنا مع تتالي هذه الشعارات “مريم بوجيتو” البالغة من العمر 19 عاما تتعرّض لهجوم مهين وجبان تسوده الكراهية والحقد ضد الإسلام والمسلمين بعد أن ترأست اتحاد الطلبة في جامعة السربون بباريس برسوم كاريكاتورية حاقدة وتنديد من وزراء وصحفيين و سياسيين فقد عبّر وزير الداخلية “جيرار كولومب” عن صدمته إزاء رؤية مريم على القناة التلفزيونية الفرنسية “أم6” وهي ترتدي الحجاب وتتحدث باسم نقابة طلاب جامعة السربون بباريس حيث قال في مقابلة تلفزيونية أجراها الأسبوع الماضي “إنه لأمر صادم”.
كما أضاف “لدي شكوك أظن أن بعض الشباب قد يميلون للاقتناع بنظريات تنظيم الدولة لا بد من حوار ثقافي موسع لكي نصل لإسلام عصري يتصدى للإسلام الرجعي”.
وعلى ما يبدو أنّ الحكومة الفرنسية كانت تقصد حين نادت بحرية المعتقد والدين وتقبل الآخر معتقدها هي ودينها هي وأنّ تطبيق هذه الحريات هو فقط من طرف المسلمين وهذه هي الصورة الواضحة لتناقض صدمة الوزير مع دعوة رئيس فرنسا “إيمانويل ماكرون” في لقائه مع قناة “بي أف أم” وموقع “ميديا بارت” في أبريل الماضي إلى احترام الحريات الدينية والحفاظ على وحدة المجتمع وخاصة حين قال “أنا أحترم كل امرأة ترتدي الحجاب” الذي سرعان ما تحوّل إلى هجوم ومعاداة فور ظهور مريم وترئسها لمنصب رئاسة الاتحاد بالجامعة بل وحتى ربط هذا الأمر بعمليات إرهابية وتحويل ظهور فتاة محجبة إلى رمز سياسي خطير على أمن الدولة الفرنسية .
أمّا وزيرة المساواة فوصفت ظهور مريم على قناة فرنسية بأنّه تعبير عن الإسلام السياسي كما لم تسلم الفتاة من السخريّة الدنيئة التي نشرتها صحيفة “شارلي إيبدو” في شكل رسم كاريكاتوري يشبّه مريم بال”قرد”.. هذه الصحيفة التي اشتهرت من قبل برسومها الساخرة من النبي صلى الله عليه وسلم .
ثورة وأصوات صارخة تندلع وتخرج من وراء ستارها لتطلق وجوها شرسة مجتمعة حول قطعة قماش على رأس فتاة مسلمة.. ثورة لا يبدو أنّ شرارتها ستنطفئ إلا بتخلّي المسلمين عن دينهم وتطبيق المعتقدات الغربيّة على المسلمين ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم.
نسرين بكّارة
Comments are closed.