testata
Ad
Ad
الثقافة

كيف تكون الهجرة عنصرا حيويا في نموّ بلدان القارة الإفريقية؟

Google+ Pinterest LinkedIn Tumblr

تعتبر الهجرة عملية حراك غير قابل للتوقف والانتهاء بالنسبة للإنسان وهو جزء لا يتجزّأ من التاريخ البشري خاصة مع ازدياد حدة الأزمات الاقتصادية والفجوات الواسعة في الأجور والنظم الاقتصادية والتغيرات المناخية وأزمات الحروب.
وعكس المتداول عن دلالات الهجرة السلبية فإنّ هنالك معالم قد لا يراها الكثيرون فيما تمثله الهجرة كعنصر حيوي في تحديد ملامح التنمية الدولية.
في هذا الإطار أصدرت الأمم المتحدة عن التجارة والتنمية مؤخرا تقريرا ملفا يعالج ملف الهجرة من جهة مختلفة من حيث مساهمة المهاجرين الأفارقة في تعزيز اقتصاد القارة وتحقيق زيادة في الناتج المحلي الإجمالي للفرد حتى سنة 2030 القادمة إذا ما تمّ استغلال الهجرة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وذكر التقرير أنّ حوالي 17 مليون إفريقي قد غادروا لإفريقيا في سنة 2017 فيما وفد إلى إفريقيا 5.5 مليون شخص وأنّ هذا قد يعزز نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي لإفريقيا من 2.008 دولار في سنة 2016 إلى 3049 دولار في سنة 2030.
ووفقا للتقرير ذاته فإنّ المهاجرين الأفارقة تنقسم تركيبتهم بين أشخاص ذوي مهارات عالية وآخرون ذوي مهارات منخفضة ومهاجرون آخرون بصفة غير قانونية. وتعتبر كل من جنوب إفريقيا والكودي فوار وأوغندا ونيجيريا وأثيوبيا أكبر خمس وجهات للهجرة داخل إفريقيا.
هذا وأبان تقرير الأونكتاد أنّ دور المهاجرين لا يقتصر فقط على سدّ نقص المهارات في بلدان المقصد فحسب بل لديهم دور كبير في تنمية البلاد المقصودة عبر دفع الضرائب والاستهلاك إضافة إلى خيوط الوصل التي أنشأها المهاجرون بين بلدانهم وبلد المهجر والذي ساهم بدوره في ازدهار المجتمعات وفتح فرص للاستثمار التجاري والذي يزيد من تنويع الاقتصاد وزيادة الإنتاج ذو القيمة المضافة الأكبر.
وقال الأمين العام للأونكتاد “موكسا كتيوي” أن تحركات السكان عبر الحدود تتيح لهم فرصة أفضل للحياة مع امتيازات اجتماعية واقتصادية تمتد إلى بلدان المصدر والمقصد.
وفي نفس دائرة التقرير يعوق الافتقار إلى السياسات التي تعترف بالمؤهلات الأكاديمية والمهنية في بلدان المقصد حركة المهاجرين مما يدعو للعمل من أجل إيجاد حلول للاستفادة من إمكانيات المهاجرين الأفارقة.
وجاء في التقرير أن تونس ومصر والمغرب ومدغشقر هي من البلدان التي لديها أقل نسبة من المهاجرين بين عام 1990 و 2017.
كما سلط الضوء على أن البلدان الإفريقية تستطيع تسخير إمكانيات المهاجرين عن طريق دعم مشاركتهم في الزراعة والبناء والتعدين والتكنولوجيا.

نسرين بكّارة

Comments are closed.