testata
Ad
Ad
اخبار الجالية

فرنسا : الجالية الإسلامية تحيي ليلة القدر بمساجد “ستراسبورغ”

Google+ Pinterest LinkedIn Tumblr

 

على غرار الملايين من الأمة الإسلامية والعربية في أنحاء العالم, أحيا آلاف المسلمين من الجاليات المقيمة بمختلف جنسياتها وبلدانها شعائر ليلة القدر بمساجد “ستراسبورغ” وضواحيها بفرنسا في وسط فرحة عارمة ونكهة روحانية إيمانية استشعارا لمكانة هاته الليلة المميزة ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر التي عاشتها الجالية في مشهد إيماني يصعب وصفه من حيث المشاعر و الأحاسيس من بداية الليلة وحتى نهايتها.

مباشرة بعد صلاة المغرب يتناول أفراد الجالية المسلمة وجبة الإفطار الجماعي المعدة للمحتاجين و المعوزين.. انطلقت عبر مساجد “ستراسبورغ” فعاليات إحياء ليلة القدر حسب البرامج المعدة من قبل لِجان المساجد و المشرفين عليها.

تخللت سهرة ليلة القدر دروس ومواعظ و تلاوات عطرة و أدعية و ابتهالات , أثلجت الصدور وأراحت النفوس التائهة و هدأت من روعها بإعادتها إلى جنانها الإيمانية وضخّها بالجرعة الشافية والمنتظرة في هذه الليلة المباركة .  

“ليلة القدر خير من ألف شهر” كما أنزلها رب العالمين بالحق ، صدحت فيها حناجر أبناء الجاليات المسلمة التي تحتضنها مدينة “ستراسبورغ” بالدعاء والتضرع للمولى عز و جل.

 

 في هذا الإطار أحيا كل من الجامع الكبير الكائن بضواحي قلب “ستراسبورغ” النابض فعاليات شعائر ليلة القدر..بعد الإفطار الجماعي في فضاء باحة المسجد استهلت الأمسية بمداخلة  للدكتور “حسام سباط” على الساعة العاشرة والتي سبقتها محاضرة له بعد صلاة العصر تناول فيها موضوع الزكاة, كما أخبرنا أحد المشرفين بالمسجد.. ثم رُفعت صلاة العشاء والتراويح، أين فاضت أركان المسجد بالمصلين الذين حرصوا على إحياء ليلة القدر في أكبر جوامع المدينة وأشهرها. ومسجد “هوت بيار” والذي يعتبر ثاني أكبر مسجد ب”ستراسبورغ”  والذي كان له نشاطه بالمناسبة هو الآخر.. و مسجد الناصر بمعهد الأندلس “بشليتغايم”  والذي سرق الأضواء واستقطب أعدادا كبيرة من المصلين حيث

كانت ليلة جامعة شاملة لعديد الأهالي و الأسر من مختلف الجنسيات , في جوّ مفعم بنفحات شعائر ليلة القدر الإيمانية و استذكار ملامح الوطن الرمضانية.. وقد تمّ تخصيص جناح للرجال وآخر للنساء ولغير القادرين على الحركة و الوقوف.

وككل سنة جلس الحضور للموائد لتناول طبق الكسكسي المزين والذي أدخل الفرحة في قلوب العائلات المغاربية عامة وقد تمّ إعداده احتفاء بهذه الليلة.

أما مسجد “كوينيغشوفن” بستراسبورغ فقد شهد نشاطات متنوعة حيث قدم الأستاذ “هيدا” درسا للحاضرين تلته استراحة وابتهالات للإمام الناشط القادم من مدينة “تيطوان” المغربية, إضافة إلى وجبة العشاء وصلاة التروايح التي تواصلت حتى الساعة الثالثة صباحا  ورفعت بعدها صلاة الشفع والوتر وتناول المصلّون طبق السحور ثم ختموا الليلة بصلاة الصبح والدعاء الشامل.

كانت ليلة عطرة استمتع بها المصلون بروائع التلاوة لخيرة المشايخ و الأئمة سواء من المحليين أو المقيمين أو الوافدين خصوصا من الجزائر و المغرب.. تلاوة ارتاح الجميع لها و لحناجر أصحابها الصادحة, أئمة ذوو كفاءات عالية متحصّلون على درجات علمية جامعية وأكاديمية مختصة ,متكونون في المذهب المالكي عموما وفقهاء شهد مستمعوهم على تميزهم، وبحكم تجربتهم وتدريبهم ورصيدهم المعرفي يعرفون جيدا الثقافة الأوروبية عموما و الفرنسية خصوصا وقد سبق للكثيرمنهم أن أمّ المصلين و تجول بمساجد مدن أوروبا , إضافة إلى اطلاعهم على القوانين الفرنسية واحترامهم لها.

وفي علاقة بهذا ألقى الأئمة دروسا وخطبا توعوية تحسيسية سواء في ليلة القدر في فقراتها المختصرة أو خلال  باقي ليالي رمضان المعظم.

هذا  وكانت خطب الجمعة و الندوات المنظمة تسعى إلى ترسيخ مبادئ التسامح و المحبة والتعايش السلمي بين مختلف الديانات، أسوة بمنهاج القرآن و السنة المحمدية العطرة ، من أجل حماية المسلمين من كافة المخاطر المحدقة بهم ، خاصة حماية الأجيال الصاعدة من طرق الانحراف التي تكون ناتجة عن غياب الوعي مما قد يأخذ الكثير منهم إلى مسار التطرف والأعمال الإجرامية التي لا تتوافق مع مبادئ إسلامنا الحنيف .

كما كانت ليلة القدر فرصة  لمسلمي الجالية لأداء زكاة الفطر والواجب الديني سواء بوضعها بالصناديق المرصودة أو تسليمها إلى القائمين عليها من أعضاء لجان المؤسسات بالمساجد.

و حسب مصادر محلية فقد وفد إلى مساجد فرنسا حوالي 300 إمام ومقرئ موزعين عبر التراب الفرنسي.. 140 إماما من الجزائر و160 من المغرب من بينهم 142 مقرئا و18 واعظا دينيا، بينهم 12 إمرأة.

 

وللتذكير فإن فرنسا تحتوي حوالي 3000 مسجد حسب الإحصائيات و التقارير الصحفية، لكن عددا كبيرا منها يفتقر للأئمة وحفظة القرآن.

 

: هذا وأشاد المصلون بروائع ليلة القدر ومميزاتها وما لها من خيرات وقد جمعنا لكم منها بضع شهادات

تقول “جميلة” من أصول جزائرية فرنسية:  كانت ليلة جامعة للشمل العائلي و الأسري و الأهل بحيث سمحت لي الليلة بالتواجد عن قرب من أغلب أفراد العائلة و الاستمتاع بهذا الجو الروحاني وإعداد عديد الأطباق التقليدية.

وتقول “غزلان” مغربية أمازيغية  : أحمد لله على أن بلغني ليلة القدر التي كنت أنتظرها بفارغ الصبر لأنها كانت فرصة  للاحتفال بخطبة قريبتي في جو إيماني وتمكين أفراد الأسرة من الحضور و جمع الشمل.

 
يقول “محمد” من بنقلاداش : كانت ليلة مميزة أتيحت لي  الفرصة فيها للقاء الأحبة والأصدقاء والدعاء للعالم الإسلامي ولعائلتي بالعودة للبلد و لمّ الشمل .


وقال “ياسر” من ليبيا  : حمدا لله على تمكيننا من ليلة القدر و إحياء شعائرها في جو عائلي أسري ولقد دعوت الله أن يحرر بلدي ليبيا و يعيد لها الأمن و الإستقرار، وأن يخفف عن الشعب معاناته.

وتضرع “أبو جلال” وعمه “خليل” من الجالية السورية بالدعاء لله، بأن تتوقف الحرب في بلادهم، وأن يعيش الشعب السوري مرتاحا في بلاده، وخارجها.

ومن آراء غير المسلمين يقول “خوان” إسباني الجنسية : صراحة انبهرت بهذه الليلة التي كانت مميزة وستبقى منقوشة في ذاكرتي، فقد دُعيت للحضور لوجبة الإفطار الجماعي مع أصدقائي المسلمين وبعدها استفدت من مشاهدة تلك الطقوس والعادات ولا سيما صلاة التراويح طول الليل و الدعاء بشهيق و دموع تسيل. وتعلمت كثيرا من الأشياء عن الإسلام.

وكعادتها السنوية تقوم لجنة المجلس الجهوي للديانات الإسلامية “سي إر سي إم” برئاسة الدكتور “خالد نبوي” وبالتنسيق مع لجنة مسجد الرحمة هوت بيار بستراسبورغ منذ تدشينه بتنظيم أمسية إفطار يجمع المسلمين بباقي الديانات المسيحية والكاثوليكية واليهودية والبوذية.

  نورالدين بامون

Comments are closed.