في ظل هذا الكم الهائل من الأحداث وفي إطار ما تتعرض له الجالية العربية والمسلمة من هجمات بعضها مفهومة و بعضها مشبوهة في ظل إصرار أطراف سياسية متطرفة في الغرب على فرض نمط مجتمعي يرفض الآخر، اختارت الجالية نيوز أن تُـترجم لكم حوارا أجراه الدكتور أبو الخير أحد مؤسسي الجمعية الإسلامية الإيطالية للأئمة والإرشاد الديني مع إحدى الصحف الإيطالية، الدكتور أبو الخير عودنا بحضوره الإعلامي المتميز وبدفعه للمغالطات والتهم المُصوبة نحو الجالية في أوروبا بحججه القوية وحواراته الهادئة وبالحكمة والموعظة الحسنة في واقع تسوده الفوضوية والتطرف من مختلف الأطراف
إليكم الحوار مترجما للعربية والذي أجاب فيه الدكتور عن أسئلة تتمحور حول المرأة في الإسلام موضحا للحقائق ودافعا للمغالطات والشبهات:
حول ظاهرة تعنيف واضطهاد النساء داخل العائلات الإسلامية، وجهنا بعض الأسئلة للدكتور أبو الخير ، إمام مدينة ترنتو، وأحد مؤسسي الجمعية الإسلامية الإيطالية للأئمة والإرشاد الديني.
هل هناك صلة بين الإسلام وجرائم الشرف التي تقع ضحيتها العديد من النساء المسلمات؟
في بادئ الأمر وقبل كل شيء، وبقطع النظر عن الانتماء الديني، يجب التذكير أن ظاهرة العنف ضد المرأة في إيطاليا تُعتبر جريمة نكراء يجب معالجتها بطرق متعددة وشاملة ولا يقتصر التصدي لها على الجانب الردعي والقانوني، لأن هذه الظاهرة هي نتاج لانحرافات فكرية تسببت فيها رؤى تقليدية وتأويلات فردية، فمن سنة 2000 إلى اليوم، قُتلت حوالي 3000 امرأة من بينهم 150 فقط سنة 2016 حسب “تقرير أورس حول إبادة النساء” من بينهم بعض الحالات فقط التي تنتمي للعائلات الإسلامية، طبعا هذا لا يعني أن الإسلام يقلل من شأن هذه الحقيقة الخطيرة. 41% فقط من النساء الأجنبيات اللاتي قُتلن في الفترة المذكورة أعلاه حسب مؤلف التقرير وهو إيطالي وهو غير مسلم. نحن نقرأ في القرآن الكريم أنه ” من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً”. لا يوجد جرائم شرف في الإسلام. القتل يُعاقب عليه القانون في الدول المسلمة كما هو الحال في الدول الغربية، فلا يمكن تبرير هذه الممارسات المريعة والخطيرة التي تتعارض بالأساس مع الأخلاق الإسلامية، فتعاليم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تقول أن من يحسن التعامل مع النساء فهو إنسان نبيل ومن يتعرض لهن بالإهانة فهو إنسان لئيم كما جاء في الحديث الشهير الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام “إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم
ماذا يقول القرآن عن دور المرأة المسلمة؟
قبل الإسلام، كانت المرأة تُعامل كسلعة وباحتقار كبير، لقد نجح ديننا تدريجيا في تحرير المرأة، فقد أصبح للنساء كامل الحقوق في التعليم والعمل والنشاط في المجتمع، لقد أصبحت المرأة تتساوى في الكرامة والمسؤولية مع الرجل.
الإسلام يبيح تعدد الزوجات، المرأة التي لا تقبل العيش مع ضرائرها، ماذا يمكنها أن تفعل؟
العديد من المجتمعات المحلية والعديد من الأديان في بلدان كثيرة يقبلون بتعدد الزوجات، ليس فقط الإسلام الذي يبيح ذلك، بل الإسلام يضع قواعد وشروط صعبة التحقيق والتنفيذ مما يجعل الإقدام على الزواج بأكثر من امرأة أمرا شبه مستحيل خاصة في عصرنا الحاضر وهو أمر لا يطالب به أي مسلم في بلد مثل إيطاليا أو في سائر البلاد الأوروبية بشكل عام.
وفي عقد الزواج، للمرأة كل الحق أمام القضاء في المطالبة بكل الشروط التي ترغبها، من بين ذلك عدم القبول بتعدد الزوجات، فلا أحد يمكنه أن يجبر المرأة على قبول املاءات وشروط لا تريدها.
كيف يُحكم على مسلمة أوروبية اختارت العيش على الطريقة الغربية دون ارتداء الحجاب؟
النموذج الغربي نفسه يؤمن بحرية اللباس، إذا نحن متفقون على أنه لا يحق لأي كان أن يمنع أو يفرض نمطا معينا في اللباس لأننا نعيش في معسكر العلمانية الغربية التي تؤمن بالحرية. أما المرأة الأوروبية المسلمة فهي لا تلبس على مقياس واحد، فالمسلمات يلبسن حسب الثقافات والعادات الإسلامية المتنوعة وكل امرأة حسب انتمائها. كما لا يحق لأي شخص أن يفرض على المرأة لباسا حسب قواعد الدين والإيمان وذلك لسبب بسيط: الإيمان يولد وينمو في قلوب الناس ولا يفرض عليهم بالقوة.
ما رأيك في الحركات النسوية التي تنادي بالمساواة بين الجنسين؟
لقد نشأت هذه الحركات وترعرعت في الغرب نتيجة الاستغلال الذي كانت و مازالت تعاني منه المرأة والذي لا يمكن تصويره وإعادة إنتاجه لإسقاطه على المجتمعات المسلمة وذلك للسبب الأساسي والبسيط الذي ذكرته سابقا وهو أن الإسلام قد حرر المرأة من حالة الظلم والاستغلال الوحشي الذي كانت تعيشه، وقد أكد ديننا أن المؤمنين رجالا ونساء متساوون في الحقوق والواجبات ويخضعون لإرادة الله ويطيعونه لتحقيق الخير والصلاح للإنسانية
Comments are closed.