testata
Ad
Ad
الثقافة

“بروس لي”.. الرجل الذي اغتيل ثمنا لإصراره على تعليم فنون “الكونغفو” للعالم

Google+ Pinterest LinkedIn Tumblr

فن “الكونغ فو” الذي تعتبره الصين من بين أقدس أسرارها التي لا ينبغي أن تخرج للعالم ..في 27 من تشرين الثاني ,نوفمبر سنة 1940 , ولد الصيني “لي جان فان” الذي اشتهر فيما بعد ب” بروس لي” , في سان فرانسيسكو , الشرقي الذي حارب عنصرية هوليوود في انتاج افلام الرجل الابيض الخارق الذي يواجه أشرار الشرق (العرب , الصينيين , السود ,…) راهن بروس لي على نشر ثقافة الشرق و سحرها الخاص و جمال ثقافات بلاد الشرق كما هي وليس كما تفتري عليها أفلام هوليوود الأمريكية … عمل في بداياته بغسل الصحون في مطعم صيني بالولايات المتحدة الامريكية , ثم ناضل بعد ذلك لتحقيق حلمه بإنشاء قاعة تدريب لاحدى اشهر فنون الكونغ فو :”جيت كوندو” و واصل تعليمه الجامعي بالولايات المتحدة الأمريكية هناك, حيث التقى بالشابة ليندا التي تزوجها فيما بعد ,سنة 1964 و كانت تلميذته في فن الكونغ فو القتالي . ليندا , المرأة الغربية التي ضربت مثالا في الحب و التضحية, قاومت رفض عائلتها من زواجها بالرجل الصيني لأسباب عنصرية , ولكنها أصرت على الزواج به . استلمت ليندا رسالة إلى زوجها لي من جهة صينية تهدده بالقتل إذا استمر في تعليم الكونغ فو بالولايات المتحدة,, حيث اجتمع” لي” بهذه الهيئة و جادلها في الأمر وانتهى الاتفاق على قيام تحد قتالي بين لي و مقاتل صيني داخل حلبة سرية , ويكون القرار فيها للمنتصر .. كانت النتيجة انتصار لي على خصمه الذي أعلن استسلامه تحت قبضة لي القتالية ..و حين ولّى بروس خارجا من القاعة باغته المقاتل الصيني من الخلف ووجه له ضربة قاتلة على مستوى الظهر .. أدت الى تعرض لي الى الشلل طبيا .. دخل بروس حينها مرحلة اكتئاب و حالة هيستيريا ,وصرخ في وجه زوجته ليندا و طلب منها الرحيل و إنهاء الزواج.. لكن ليندا خرجت من عنده تبكي و بداخلها غضب و إصرار لتعود إليه في اليوم التالي , كان لي على سرير طبي خاص معلق داخل غرفة المشفى كي يستدير به و يتحرك من كل الجهات لضمان سيرورة الدم في جسد لي .. حين كان السرير موجها للاسفل , حيث يكون لي ينظر إلى أرضية القاعة , فوجئ ب ليندا تنام على ارضية الغرفة لتنظر اليه و بيدها كتاب أبيض و حفزته على ضرورة تجاوز محنته وأنه قادر على خلق العلاج لازمته , و أنها ستبقى معه إلى الابد ولن تتخلى عنه مهما كان و طلبت منه أن يكتب كتابا عن فن الكونغ فو و فلسفته , فقال لها لي حينها أن الامر قد يحتاج وقتا طويلا و أنه لا يستطيع الكتابة ,فرفعت القلم و الكتاب وقالت له أنت تكلم و أنا اكتب . بفضل دعم ليندا ,تمكن بروس من تجاوز أزمته و استرجاع صحته التي كانت تعتبر آنذاك معجزة .. ألف لي كتبا في فنون القتال و طور فن الكونغ فو , و قام ببناء مدرسة هي الأولى من نوعها في الولايات المتحدة و العالم .. وساهم في إنتاج سلسلة من الأفلام و المسلسلات لرد الاعتبار لثقافة الشرق الى أن اغتيل سنة 1973 ولم يكن قد تجاوز حينها سن 32 عن طريق دس السم له في الطعام. وكان حينها بصدد الإعداد لاخر فلم له “داخل التنين” ومات قبل انهاءه مما اضطر هيئة الاخراج بعد ذلك للبحث عن بديل يشبهه ..وتم عرض الفلم بعد ثلاثة اسابيع من وفاة لي ..أروع أفلامه التي لم يحض “بروس لي” بمشاهدتها لكنه ترك أثرا في الفلسفة و الفن و الكونغ فو . نصف عظمة لي كانت لايمانه بحلم استوطن في دواخله و نصفه الثاني لأن امراة مثل ليندا ,كانت بارعة في احتواء حلمه و تغذيته حتى اكتملت صورة المجد لبروس ولم يتجاوز الثانية و الثلاثين من عمره. حين تم فتح تحقيق حول وفاته, سرعان ما طالبت ليندا باغلاق الملف , وحين سألوها عن ذلك قالت “لا اريد ان يتذكر الناس طريقة موته و لكن اريد ان يتذكر الناس كيف عاش .” ان الرجل العظيم , يحتاج دوما لامرأة تُعَنوِنُ له عظمته بخط يدها و تمهد له الطريق ,فقط, امرأة تجيد فن الحب

عبد الله الحزقي

Comments are closed.