“هيباتيا” ابنة “ثيون” ، العالمة الفيلسوفة اليونانية التي قدر لها أن تكون مصرية و تولد في مصر لتكون أول فيلسوفة امرأة و أول فلكية و عالمة رياضيات في التاريخ ، مصرية من أصول يونانية… الحسناء المتواضعة البتول التي لم تتزوج قط، و المرأة التي سجلت هيبتها في الأوساط العلمية و حتى أمام كبار القضاة و الملوك والمسؤولين حيث كانت تقف شامخة بعلمها و موسوعيتها الفكرية والمعرفية ، مما جعلها تنتهي تلك النهاية المتكررة و المعتادة و المتوقعة في مصر حيث تم سحلها وجرها حتى الموت بعد عودتها من إحدى حلقاتها العلمية التي كانت تؤديها للطلبة, وكان ذلك بتآمر من الكنيسة آنذاك حين رأت ان علوم هيباتيا تشكل أكبر تهديد للكنيسة وتعاليمها مما جعل الكنيسة تجيش اتباعها للخلاص من هيباتيا ، ربما آنذاك بذات التهمة التي اتخذت لها صياغتها الحديثة اليوم في مصر، بأنها “اخوانية” أو “مفرطة في التفكير”…” قتلت “هيباتيا” في ربيع العمر وكانت تبلغ من العمر آنذاك 35 سنة وقد خلفت وراءها إرثا فكريا وعلميا وفلسفيا حيث تمكنت من رسم مواقع للأجرام السماوية واختراع مقياس ثقل السائل النوعي المستخدم في قياس كثافة ولزوجة السوائل…” ومازال علماء مصر الى اليوم، ضحايا الجهل و الغطرسة و الطغيان…باللأمس بسبب جهل تعاليم الكنيسة و غطرستها، و اليوم بسبب غطرسة عسكريّ منقلب على شرعية شعبه و صناديق الاقتراع ،يقول بأن الكلام عنده بيعدي على فلاتر. و أن أبرع الأطباء لدى حكومته الانقلابية يقول بأن “جهاز الكفتة” هو اكتشاف نوعي لعلاج السرطان. “
عبدالله الحزقي
Comments are closed.