testata
Ad
Ad
الثقافة

السينما حين تكون واجهةً للحضارة : النقلة النوعية للسينما الغربية في مقابل سبات وضحالة السينما و الدراما العربية

Google+ Pinterest LinkedIn Tumblr

“للتو انهيت متابعة فلم سينمائي هوليودي …وككل مرة انتقي فيها فلما و اتابع فيها بعض ايقونات السينما العالمية الحديثة ، ادرك حجم الهوة المرعبة الحقيقية بين الانتاج السمعي البصري العربي او فلنقل بين صناعة الافلام و الدراما العربية و بين الصناعة الغربية للافلام السينمائية ، الاخراج العربي لم يتجاوز بعد مشاكل الزوجة و الحماة و الصراع بين غريمين على امرأة او امرأتين على رجل … و الكثير من سقط المتاع بحجة طرح الواقع الذي هو ذاته بحسب منطقهم لم يتحرك او يتطور او يتقدم الى الأمام شبرا واحدا … للتو كنت اتابع فلما زاوج بين الدراما والخيال العلمي ، بل اجده نموذجا مختلفا عن الخيال العلمي انما يطرح امكانية تحقق بعض الفرضيات العلمية التي قد تبدو مستحيلة نسبيًّا كإمكانية استخدام الانسان لدماغه و طاقاته الدماغية و العقلية و الذهنية و الفكرية بنسبة مائوية مرتفعة عن النسبة الطبيعية ، ماذا لو استطاع الانسان تفعيل طاقاته الدماغية بالكامل؟ يطرح امكانية معرفة دواخل الاشياء و التحكم فيها عبر استخدام الطاقة الدماغية و استشعار عمل الكائنات الحية و حتى التصرف في عوامل الزمن وطبيعة المكان …انسان يمتلك هذه العبقرية كيف ستكون حياته اجتماعيا ؟ سيكون الجانب العلائقي بمثابة الجحيم …لان المختلفين على الدوام وبحسب طبيعة و نسبة الاختلاف ، يجعلهم متوحدون و ربما منعزلون إمّا لخوف الاخرين منهم او لعدم قدرتهم على استيعاب حالتهم العبقرية او اختلافهم الذي يبدو ضربا من العبقرية بينما هو في الاصل طفرة جينية او خلل مرضي أدّى لتلك الطفرة العبقرية او لبزوغ تلك الزاوية التي تجعل منه كائنا مختلفا عن الاخرين….لوهلة ندرك حينها او نتعلم ربما بشكل او بآخر ، كيف يكون النقص البشري احد اسباب سعادة المرء وربما هو احد اجمل مميزات الكائن البشري الا و هو النقص و عدم القدرة على الاكتمال …بينما اذا حقق معادلة الكمال فانه يقع حينها في فخ التعاسة و الكآبة و يكون كائنا منعزلا او معزولاً..ولان الكمال سمة الإله فان الكائن البشري لا طاقة له على احتواء صفة مماثلة … لهذا ينبغي دوما حين نلتقي بحالات تبدو لنا مختلفة او ربما بها شيء من العبقرية و النبوغ، ينبغي ان نعي كيف يمكننا احتواء هؤلاء، كيف يمكننا التعاطي معهم، كيف يمكننا رؤية الجانب المظلم فيهم ،كي نمد اليهم قبسا من النور الكامن في نقصنا نحن…وربما كي لا نتمنى ان نكون مثل هؤلاء لاننا ربما حينها ننسى اننا لا نمتلك طاقة استيعاب الثمن في حال تحقق لنا ذلك الامر….لهذا نستخلص في نهاية الرحلة والطريق ان كمالنا كبشر يكمن في النقص وتلك هي المعادلة الاحجية ، النقص هو الذي يجعلنا نشعر بالحنين ،يجعلنا نشتاق و نخطئ كي نعتذر ،يجعلنا ننسى كي نطرح الاسئلة ، يجعلنا نتساءل و نبحث و نستمتع بالنصر حين نكتشف جزء من الحقيقة و المعرفة …النقص الذي يجعلك تترك كبرياءك جانبا كي ترخي براسك على حجر امرأة تمسح عنك اتعابك و ادران شجنك …النقص الذي يجعلني احبك لان روحي لا تكتمل الا فيك و بك …كما لا تكتمل روحك الا بعناق من جوارحي و افئدتي… هنا ينبغي للمخرجين العرب ان يغيروا معادلة الاخراج السينمائي والدرامي باتجاه أفق هادفة و متقدمة و ملهمة ايضا… الشارع العربي الذ يعد اكثر مناخ عاصف سياسيا و اجتماعيا و حتى على الأصعدة العلائقية ، اشكالات عميقة كالهوية و الحرب والسلام و الثورة و الفورة و الانتفاضة و القمع و الطغيان و المؤامرات و العمالة الاعلامية التي تصب و تعمل ضد مصلحة شعوبها وقضاياها..مآسي المبدعين والعباقرة و العلماء والباحثين العرب…ثم بالنهاية يقدمون فلما او انتاجا دراميا يتحدث عن معركة تدور بين غريمين و امراة و كيد النساء و المخدرات…بل وتتجه نحو انحطاط اعمق حين تخلت حتى عن ترجمة الاعمال الدرامية المستوردة الى اللغة العربية لتستعيض عنها باللغة العامية في اسوأ عملية تدمير بيذاتي لآخر معالم الهوية.”

ـ عبدالله الحزقي ـ

Giornalista presso Jalyanews e Notiziegeopolitiche

Comments are closed.