حين يسود الوطن ساسة فاسدون و خونة ،تصبح الوطنية قضية نسبية و تنحدر نحو ما يسمى بوجهة نظر…
لأنّ الحكومة الفاسدة التي لم تتورع عن بيع الوطن ،ثرواته و مؤسساته بل وحتى بيع شعبه ايضا..وعلى مرأى و مسمع من شعبها..تهب الثروات لفرنسا و تبني السجون لشعبها و لكل من يتذمّر…
فإنها لن تخلق جيلا يؤمن بالوطن ، وستتحول الوطنية الى اكذوبة عصية عن التصديق
وبذلك سيتلاشى الوطن يوما ما…سيما بظهور ساسة و اعلام يعملان على محو كل ما يمكن ان يشكل ملمحا من ملامح الوطن، هويته ،ثقافته، تاريخه، طقوسه، عاداته،،..
وبالتالي تشتيت وحدة الشعب و خلق شتات يخوض صراعا عبثيا..والجميع يتحدث عن خصوصيات وطن بمقاس خياراتهم و ايديولوجياتهم وقناعاتهم، …
حينها سيصبح وطنا بلا هوية بلا ثقافة بلا تاريخ بلا خاصية و لا خصوصية ثقافية او حضارية …
وبالتالي ستولد اجيال لا تجد ملمحا لوطن لن تدري بعد ذلك شيئا يحفزها للدفاع عنه
لانها ستجد شيئا مفلسا يمكن ان يكون اي شيء، منطقة، ترابا ، مكانا ،جغرافيا ،بيئة..كل شيء الا “وطن”…
الرؤساء و الساسة و المسؤولون الذين عكفوا على تحويل اموالهم او الاموال التي يسرقونها من موارد الشعب الى البنوك السويسرية و البانمية ..ستحوّل الوطن الى بضاعة يمكن الاستثمار فيها…تجرده من كونه كيانا و شرفا و انتماءً..
الحكومة التي يحكمها رأس المال ،التي ترتشي وتبيع قراراتها لقاء امتيازات ما و ثروة ما،او تملقا لجهة اجنبية ما، تملك نفوذا ما او يمكنها ان تدفع اكثر..
ستتسبب في انتشار عدوى ذلك الى صفوف الشعب الذي لن يتورع عن بيع بلاده بحفنة دراهم..
الوطنية تولد حين يكون الشعب فخورا بقيادته التي تؤمن أن الوطن هو الشعب ذاته ،وتراهن على بناء كرامته و ارادته ومستقبله و مجده وعظمته و كيانه…
كل ذلك ضمن سياسة تتوخّاها من اجل تحقيق تلك الرفاهية والعظمة ….
بمثل هذا تكون الشعوب منيعة ،فحتى اعظم قوة على الاطلاق ستكون أجبن من الاجتراء على شعب وطني مماثل …لان مجرد التفكير في ذلك قد يكلفهم ثمنا باهضا جدا…
الآن ، كل من سيكتب عن الوطن سيكون مهددا بالتخوين…لأنه يكتب ضد التيار..ولأنه يعري الحقيقة المحضة و يُسقط الأقنعة عن وجه كل اولئك الذين يخونونه ولكنهم على رأس قيادته…
يراهنون على الحديد و نراهن على القلم..يراهنون على العبودية، و نراهن نحن على الحرية…يراهنون على انفسهم و ساداتهم و اجنداتهم..وفقط نراهن على الوطن، والتاريخ القادم…اكبر عدو و منتقم من الطغاة، هو التاريخ الذي لا يرحم..اني أراه يحمل الآن مطرقته…”
ـ عبدالله الحزقي ـ
Comments are closed.