في ظل ما تشهده الإنسانية من تدليس سياسي وإعلامي ساهم في خلق مناخ مشحون بالكراهية والخوف المتأتي غالبا من تصريحات قيادات سياسية ودينية غير مسؤولة ساهمت في تقسيم الإنسانية وخلق شروخ بين الأمم من أجل تحقيق مطامعها السياسية والماديّة والوصول إلى غاياتها التوسعيّة.
وبعد أن فقدت اللّوبيات وعرّابو الحروب السيطرة على المعلومة واستبان عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي مدى كذب هذه الأطراف واستغلالها الجهل لإثارة النّعرات العرقية وخاصة الدينية منها عمل المجتمع المدني على خلق قنوات للتواصل وأدوات لضرب وتذليل الفوارق عملا بمفهوم الآية الكريمة “يَاأيُّها النّاس إنّا خَلقْناكُم منْ ذكرٍ وأُنثى وجعلناكُم شعوبًا وقبَائلَ لتعارفُوا” وتحت هذه المظلة الإنسانية بدأت منذ سنين جمعيات ومنظمات في أوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا العمل على جعل الناس يتواصلون ويتعارفون بصفة مباشرة بدون وسائط مؤسساتية تخضع للتأثير السياسي المبتذل الساعي لاستعمار الشعوب وتدجينها.
وفي هذا الاطار تعمل الجالية الإسلامية بمدينة “بريشيا” الايطالية مع منظمات مسيحية وأخرى سيخية على بلورة هذا المفهوم والعمل مع الإنسان من أجل الإنسان.
وفي هذا السّياق شهدت مدينة “بريشيا” الأحد 6/مايو 2018 لقاءا جديدا تمّ فيه طرح شأن المرأة من منظور إسلامي وأيضا من منظور مسيحي حيث ساهمت في اللّقاء كلّ من “أم عبد الله” المرأة السوريّة التي مثلت المسلمين ومن ناحية أخرى ساهمت البروفيسور “ماريا لاورا مينو” ممثّلة المسيحيين.
كما تضمن برنامج اللقاء صلاة المسلمين ثمّ تَلتْها صلاةُ المسيحيّين مع فاصل موسيقي وشهادات حية من الطّرفين كما كان هناك مداخلات ومشاركات من طرف الحاضرين.
وجاء هذا اللّقاء بهدف ومسعى للجوار والتقارب بين الديانات والتعايش في كنف التسامح والاحترام من خلال عمل توعوي لكلّ من الديانتين.
صابر اليعقوبي
Comments are closed.