testata
Ad
Ad
Category

أخبار متفرقة

Category

تزامنا مع المجزرة التي شهدها قطاع غزة إثر الأحداث الأخيرة الي اندلعت مع إعلان إسرائيل عاصمة للدولة الفلسطينية وتدشين السفارة الأمريكية في القدس والذي أشعل الضفة الغربية ممّا أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء الذين ارتقوا برصاص الكيان الصهيوني يُلقي الموفض العام للأونروا  “بيير كرينبول” بعد زيارته إلى قطاع غزة حيث شهد على صور مأساوية لأثر الأحداث الأخيرة على الفلسطينيين خطابا على هامش مؤتمر صحفي في غزة  الأمس 22/مايو 2018 .. خطاب لا يحتاجه الفلسطينيون الذين تنتهك أراضيهم وأرواحهم في شيء بقدر  حاجتهم الماسة لوقفة دوليّة صارمة إزاء الإجرام والانتهاكات التي يمارسها بنو صهيون في حقهم.

: وهذا أهم ما جاء في الخطاب

“إن تجريد مجتمع كامل من إنسانيته لن يجلب السلام”
“لقد تم اطلاق النار على المتظاهرين بطريقة ممنهجة”
“غزة تواجه أزمة ذات أبعاد ملحمية وبعواقب لا حد لها”.:

“إن زيارتي الحالية تأتي في أعقاب أسابيع من الاحتجاجات والمسيرات هنا في قطاع غزة والأثر المروع للأحداث التي رافقتها.

قمت بالأمس بزيارة مركز الأونروا الصحي في خان يونس، ومركز شريك لإعادة التأهيل في دير البلح بالإضافة إلى مستشفى الشفاء. لقد كانت تلك الزيارات صادمة ومقلقة للغاية.

واسمحوا لي أن أصفها ببعض التفصيلات، مع التركيز على ثلاثة أبعاد رئيسة:

أولا، إنني أؤمن بحق بأن الكثيرين في هذا العالم يققلون تماما من حجم الكارثة على الصعيد الإنساني والتي حدثت في قطاع غزة منذ بدأت المسيرات في الثلاثين من آذار.

لقد تعرض 117 شخصا للقتل على يد القوات الإسرائيلية – 13 منهم كانوا من الأطفال – فيما أصيب أكثر من 13,000 شخص آخر بجراح يقدر أن 3,500 حالة منها كانت بسبب الذخيرة الحية. واسمحوا لي أن أضع هذا في سياقه.

خلال الأيام الواحد والخمسين للنزاع في غزة في عام 2014، أصيب ما يقارب من 12,000 شخص بجراح. وبعبارة أخرى، فإن عدد الذين قد أصيبوا بجراح خلال سبعة ايام من الاحتجاجات هو نفس عدد، بل وحتى أكثر بقليل، من الذين أصيبوا بجراح خلال المدة الكاملة لنزاع عام 2014. إن هذا أمر صادم بالفعل.

وخلال الزيارات، صدمت أيضا ليس بعدد الجرحى بل بطبيعة تلك الجراح. لقد تم إطلاق النار على المتظاهرين بطريقة ممنهجة إما على أطرافهم السفلية (لتحطيم الفخذ والركبة والكاحلين) أو على البطن وعلى مؤخرة الرأس.

إن نمط وجود جرح دخول صغير وجروح خروج كبيرة يشير إلى أن الأسلحة المستخدمة سببت تهتكا بالغا للأعضاء الداخلية وأنسجة العضلات والعظام.

إن الموظفين ومستشفيات وزارة الصحة العامة والمنظمات غير الحكومية وعيادات الأونروا على حد سواء يناضلون في سبيل التعامل والاعتناء بجروح معقدة للغاية.

ثانيا، كان العمل على إيصال نظام الرعاية الصحية في غزة إلى نقطة الانهيار هو نتيجة مباشرة لعدد الجرحى وطبيعة الجراح. فالنظام الصحي هناك بطبيعة الحال نظام يعاني جراء الضغوط الصحية العديدة والنقص الحاد جدا في المخزونات الطبية حتى فى ظل الظروف الاعتيادية.

وعندما تم جلب المئات من المتظاهرين المصابين إلى المستشفيات في أيام المسيرات – وتحديدا يوم 14 أيار، عملت الهياكل الصحية على تقديم المعجزات على الرغم من الارتباك الحاصل.

هذا وقد تم تعليق الآلاف من التداخلات العادية – جراحية وغيرها – أو تم إلغاؤها وذلك بسبب الحاجة إلى التركيز على الجرحى وعلى العديد من العمليات الجراحية ومعالجاتها اللاحقة التي تتطلبها مثل هكذا حالات.

لقد كان الضغط كبيرا جدا على المستشفيات لدرجة أنه تم تسريح العديد من المرضى وإرسالهم إلى منازلهم في وقت مبكر وذلك بهدف السماح لإدخال مرضى جدد من مصابي اليوم التالي من المظاهرات. وقد قدمت عيادات الأونروا حتى تاريخه رعاية ومتابعة لما مجموعه 1,600 مريض ممن تم تسريحهم بشكل مبكر.

ثالثا، لدى رؤية المئات من المتظاهرين مصابون بجراح شديدة في أطرافهم السفلية إضافة إلى عدد حالات البتر التي وقعت بالفعل والعدد الكبير من حالات البتر التي من المرجح أن تحدث، فقد كان واضحا أن العديدين من الأشخاص سيعيشون وهم يعانون من إعاقات دائمة.

إن هذا يعني أن كامل النظام الصحي في غزة عليه أن يستعد لزيادة كبيرة على صعيد رعاية ما بعد الجراحة وتحديدا فيما يتعلق باحتياجات إعادة التأهيل البدنية. وذلك يشمل عيادات الأونروا ومراكز إعادة التأهيل.

وفي هذا الصباح، فإنني أقوم بإطلاق نداء طارئ للمساعدة من أجل إنقاذ نظام غزة الصحي وللعمل على تعزيز قدرة الأونروا على تقديم الرعاية للمرضى المسرحين والاستعداد لاستقبال العديد من المرضى المبتورين الذين سيتطلبون مساعدة طويلة الأجل. إن الدعوة للعمل والدعم تتعلق أيضا بالصحة النفسية والرعاية النفسية الاجتماعية.

إن الجرحى وعائلاتهم يعانون من صدمة عميقة، وهذا يعطي بعدا آخر للصدمة فوق الأبعاد العديدة التي قام السكان في غزة بالمعاناة منها أصلا. لقد طورت الأونروا قدرة قوية للغاية حيال هذا الموضوع، إلا أن ضغوطات تمويلنا الحالي تضع هذا النشاط في دائرة التهديد المباشر.

السيدات والسادة،
كما قلت في البداية، فإن غزة تواجه كارثة إنسانية وصحية كبيرة. إنها أزمة ذات أبعاد ملحمية وعواقب لا حد لها.

إن لاجئي فلسطين يشكلون 70% من إجمالي سكان غزة، وهنالك العديد من اللاجئين من بين القتلى والجرحى، بمن فيهم أطفال صغار، أولاد وفتيات، يدرسون في مدارس الأونروا.

ولأنني رفضت دوما إخفاء الهوية في الموت والمعاناة، فاسمحوا لي أن أسرد أسماء طلاب الأونروا السبعة الذين قضوا:
حسين، 14 سنة
علاء، 16 سنة
محمد، 14 سنة
جمال، 16 سنة
عزالدين، 14 سنة
وصال، 15 سنة
سعدي سعيد، 16 سنة

لقد كانوا جزءا من طلبة مدارس الأونروا في غزة والذين يبلغ تعدادهم 270,000 طالب وطالبة. إن أكثر من 90% منهم لم يغادروا غزة أبدا؛ وشهدوا ثلاثة حروب في حياتهم وواجهوا صدمات متعددة جراء الاحتلال والحصار والعنف والخوف.

إن تجريد مجتمع كامل من إنسانيته لن يجلب السلام إلى المنطقة. ومن الضروري أن يتم الاعتراف بأن لاجئي فلسطين لهم نفس الحقوق والتطلعات التي لدى كل شخص على هذا الكوكب، وبأن لهم الحق في أن يعيشوا بأمان وبحرية ولديهم خدمات وفرص مناسبة وأساسية.

إن الشجاعة تكمن في مساعدة الجميع على إعادة اكتشاف الإنسانية لدى الآخر”.