تعتبر ايطاليا أحد أهم البوابات البحرية المطلة على البحر الأبيض المتوسط و الذي ظل عبوره احدى أسمى أمنيات المنتمين إلى الضفة الجنوبية للبحر في القارة السمراء. في ذات الوقت تبقى ايطاليا إلى هذا اليوم أحد أول البلدان في تقديم الخدمات الصحية و الاجتماعية و الإنسانية للقادمين عن طريق رحلات غير نظامية. تتولى سلطة الإشراف بمساعدة المجتمع المدني من منظمات و جمعيات أهمها منظمة الصليب الأحمر و منظمة كاريتاس العناية بكل القادمين و توفير لهم الملبس و المأكل و المتابعة الصحية ريثما تسعى السلطات الأمنية في دراسة كل حالات الوافدين قصد التقييم و تصنيف الإنسانية منها و المدفوعة بأسباب عقلانية تحتم إعطاء فرصة الإقامة في الأراضي الإيطالية بحسب ما ينص عليه القانون الدولي و الوطني. كل هذا يجري في مراكز خاصة يطلق عليها مراكز الايواء و التحري أو مراكز تحديد الهوية و الترحيل. عملت هذه المراكز على ضمان إقامة مريحة ريثما تتوفر ظروف الترحيل بحسب القانون المعروف بقانون الوزير منيتي من بين أهم المراكز المعروفه هو مركز شارع لمارمورا بمدينة “مودنا” الذي تم إغلاقه سنة 2013 و في غمار ما تشهده ايطاليا من تدفقات للاجئين السوريين و الأفارقة عن طريق ليبيا قررت السلطات إعادة فتح مركز الايواء و التحري الذي يتميز بطاقة استيعاب مهمة كذلك تحسبا لموجات الهجرة الغير نظامية التي تتضاعف مع دخول الربيع نظرا لتحسن العوامل الطبيعية حيث البحر يكون أكثر هدوءا و أقل بردا كذلك لتصاعد وتيرة التوتر في الشرق الأوسط و احتدام القتال.
صابر يعقوبي
Comments are closed.