testata
Ad
Ad
شخصية الأسبوع

إيطاليا :”ماركو فينارولي”.. نخشى العودة لمربّع حرب القرن الماضي وسنطالب بتجريم العنصرية

Google+ Pinterest LinkedIn Tumblr

ويتواصل مسلسل التضييق على الوافدين الجدد إلى أوروبا حيث لا يمر يوم دون أن تسمع فيه تعليقا أو تعريجا أو تطبيقا لقانون أو لرؤية أو لتصور. الكل يدعو للحلول ومفهوم الحلول على الأرض لا ترى منه سوى مزيدا من تعميق جراح الفارين من جحيم الحروب وقلة ذات اليد .

تتغير الحكومات في أوروبا وبتغيرها تتغير الاستراتيجيات والرؤى ولكن في اتجاه رفض القادم وبناء أسوار بيروقراطية تحول بينها وبين الإنسانية.

منذ أيام كان اليوم العالمي للاجئ والذي شهد بعض التحركات من المجتمع المدني والتي وجه من خلالها بعض الرسائل القوية ليذكر بمبادئ الإنسانية والمواثيق الدولية.

في هذا الإطار التقينا “ماركو فينارولي” أحد المدافعين الشرسين عن مبادئ إيطاليا وتاريخها المتميز في الوقوف مع الشعوب الضعيفة ومدّها بالمساعدات الإنسانية فكان لنا معه الحوار التالي

منذ أيام أحيا المجتمع المدني ذكرى اليوم العالمي للاجئ, في الأثناء وفي سابقة خطيرة إيطاليا ترفض باخرة على متنها 629 إنسان مجهولو المصير. كيف تعلّق على هذه المفارقة؟-

النظرة السليمة تقتضي التفريق بين إرادة الشعوب وإرادة الحكومات كما هو الحال عند الشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي فكذلك هو الشعب الإيطالي والمعلوم أنّ هذه الحكومة لها خيارات ذات طابع عدائي نحو المهاجرين واللاجئين ومن الطبيعي أن تستغل موقعها وتروّج لهذه الأفكار ثمّ إن هذا التوجه موجود في أوروبا ويتنامى.. يكفي النظر إلى الحكومة المجرية بقيادة “أوربان” وبولندا التي يحكمها “كازينسكي” وسلوفاكيا كذلك ولا نجد إلا ألمانيا التي مازالت تفتح حدودها لطالبي اللجوء وهذا هو الخطأ الاستراتيجي الذي قامت به أوروبا في تقديري حيث أغلقت أوروبا أبوابها أمام استقبال اليد العاملة ولم تترك إلا باب اللجوء بكل أصنافه السياسي منه والإنساني.

ما عُرف عن إيطاليا وعن شعبها أنها وقفت مع الشعوب في محنها وآزرتهم بأكثر أماكن العالم. هل تعتقد أنّ إيطاليا لها وجه وتوجه جديد؟-

من المعلوم أنّ القوة السياسية التي أخذت بزمام الحكم في إيطاليا تتكوّن من شقّين وهما حركة خمس نجوم ورابطة الشمال التي كانت نشأتها قائمة على فكرة الانفصال عن الجنوب الإيطالي واسمها من مدلولها حيث أنّ سياسات الكره والفصل العنصري من أبجدياتها ثم إنّ قانون “بوسي فيني” لسنة 1998 القائم على ربط رخصة الإقامة بالعمل زاد من معاناة المهاجرين ويتمادى هذا الحزب في تعميق الهوّة بينه وبين المختلفين عنه والكلّ يذكر بما نعت “الطائفة الجوّالة روم”  و  بالسياحة البحرية لمن شف البحر وسنطالب هنا بتجريم العنصريّة حتى ننزع هذه البصمة من عقول الكثير.

-دكتور ماركو يجب أن تعلم  أنّ ليست الجالية العربية فقط قلقة من هكذا تصريحات بل القلق بدأ يتعاظم ليصل إلى بلدان عربية وإسلامية مخافة الإقدام على حروب أخرى مؤيّدة بتصويت حكومات عنصرية. فكيف تعلق؟

أنا سعيد بأنّ هذه المخاوف تحولت إلى العالم العربي لأنّها في محلّها وأنّ هؤلاء أصبحوا مكشوفين للجميع لأن هذه اللغة الشعبوية العدائية تنم على عدم المسؤولية وأن هذه الحكومات المتطرفة عليها أن تجد التوازن في العمل والكلمة وإنّ أخشى ما أخشاه أن تعيدنا إلى مربع القرن الماضي عندما فرضت الفاشية والنازية حروبا باسم الكراهية وساقت الشعوب وراء هذه الأفكار باسم التخويف ولكنها في الحقيقة هي مبنية على كراهية المُختلف.

حوار صابر اليعقوبي

Comments are closed.