testata
Ad
Ad
اخبار الجالية

بقلم ناصر عطالله : العرق و الإثنية و التمييز العنصري ..أي تحد أمام المهاجر لتغيير المفاهيم الخاطئة

Google+ Pinterest LinkedIn Tumblr

العنصرية هي الأفكار والمُعتقدات والقناعات والتَّصرفات التي ترفع من قيمة مجموعة معينة أو فئة معينة على حساب الفئات الأخرى، بناءً على أمور مورّثة مرتبطة بقدرات الناس أو طباعهم أو عاداتهم، وتعتمد في بعض الأحيان على لون البشرة، أو الثقافة، أو مكان السّكن، أو العادات، أو اللغة، أو المعتقدات.كما أنّها يُمكن أن تعطي الحق للفئة التي تم رفع شأنها بالتحكّم بالفئات الأخرى في مصائرهم وكينونتهم وسلب حقوقهم وازدرائهم بدون حق أو سبب واضحٍ. ظهرت العنصريّة منذ بداية خلق الله الحياة على هذه الأرض، وتعدُّ أحد أسباب الفتنة، وأبرز أسباب الحروب والتفرقة، وهي من أشد الأمراض فتكاً بالمجتمعات، ولم يخلُ عصر من العصور منها. ومن الأمثلة عليها تجارة الرقيق التي تمارسها بعض الدول على الأفارقة ذوي البشرة السوداء؛ حيث يصبحون عبيداً بلا سبب إلا للاختلاف في اللون.
إنّ الفرق بين العرق والإثنية هو أنّ العرق يهتمّ بالخصائص البيولوجيّة، في حين أنّ الإثنية تتجاوز هذه الخصائص لتهتمّ بالأبعاد الثقافية والجوانب الماديّة المشكّلة للإنسان والهوية.
أما لتمييز العنصري فهو معاملة الناس بتفرقة وشكل غير متكافئ، وتصنيفهم اعتماداً على انتماأتهم إلى عرق، أو قوميّة معينة، وإنشاء جو عدائي، ومُهين، ومُذل بناءً على أسس العنصرية الآنفة الذّكر. وهُناك عدّة صور للتمييز العنصري التي حُرّمت بموجب قانون التكافؤ، منها..
التمييز المباشر: وهو التعامل بأسلوبٍ دونيّ، والتقليل من شأن الشخص واحتقاره، وتفضيل شخصٍ آخر عليه في المقابل، ويتمّ بين الطرف المُمارِس للتمييز والطرف المُمارَس التمييز عليه بشكلٍ مباشر ومُعلَن دون نوايا خفيّة، مثل أن يرفض محلٌّ تجاريٌّ ما خدمة زبون بسبب انتمائه لقومية أو أقليّة ما.
التمييز غير المباشر: ويكون عند وضع شروط وقوانين يتم تطبيقها على فئة معيّنة من المجتمع دون أخرى وبدون سبب واضح لذلك، وتكون هذه الشروط لصالح فئة أخرى، مما يسبب ضرراً وإيذاءً للفئة الأولى، كأن يطلب صاحب العمل شرطاً في الشّخص المتقدّم للعمل لا يؤثر في سير العمل ذاته، إنما بداعي العنصرية والتمييز، فيطلب إتقان اللغة الصينية مثلاً دون أن يكون العمل نفسه بحاجة للغة الصينية.
الإزعاج: ويتمثل بممارسة الإيذاء من قِبل فئة على أخرى لأسباب عنصرية، مثل أن يؤذي زميلٌ زميلَه في المدرسة لأجل لونه أو لغته، أو عرض بضائع ومواد مهينة لفئة معينة في المحلات التجارية.
إن التحدث في إشكال العنصرية يبقى أحد مشاغل الباحثين لما فيه من الإعتداأت الوحشية على النفوس و تحويل البشر إلى وحوش مفترسة بالنظرة الجارحة و الكلمة الخبيثة و التصرف النابع من الأنانية المقيتة و الإستعلاء المبتذل الذي لا يغني من جوع بل يعمق الهوة الإجتماعية و يفكك الأواصر الإجتماعية فيولد مجتمعا مكبوتا منخنقا يستشيط غضبا و كرها نحو المختلف. إن المغتربين رغم وطأة الحقد و العنصرية تبقى عليهم مسؤلية تصحيح المفاهيم و العمل على اكتساب آليات الإقناع و أساليبه و خوض غمار الحوارات البناءة التي تنم عن زاد مفهومي عميق و رؤية استشرافية لها من دلالات الفهم للواقع و حسن تشخيصه و بالتالي العمل على تغيير المفاهيم و محاربة الجهل بالشيء سواء كان بين المهاجرين و بين سكان الوطن الأصليين ، فالمعركة تبقى دائما معركة جهل و وعي وو الأمة التي لا تسعى لخلق و إيجاد حلول على الصعيد الفكري لن ترقى لذلك المستوى الذي يخول لها ابتكار استراتيجيات و دراسات ثم انتقال نوعي في التواصل و فرض واقع جديد يسوده الفهم و التمكن و بحشر العنصرية و العنصريين في زاوية الحيرة و اليأس لا سيما و أن موطننا أروبا يقوم على القانون و المؤسسات و لا سيادة إلا للعدالة و القانون.

ناصر عطالله

Giornalista presso Jalyanews e Notiziegeopolitiche

Comments are closed.