و لا زال المهاجر العربي يترنح جراء الضربات التي يتلقاها بصفة متتالية و بدون هوادة ، ابتداء من غلاء الأسعار التي تفرضها شركات الملاحة البحرية و الطيران إلى الإضرابات المعلنة و الغير معلنة خاصة في شهر أوت الذي يعتبر شهر العطل عموما و زيارات الأوطان. و قد شهد مؤخرا مطار محمد الخامس بالدار البيضاء تعطلا و اكتضاضا غير مسبوق جراء الإضرابات ثم ميناء طنجة الذي بلغ صف السيارات كلمترات مما سبب انزعاجا غير مسبوق بين صفوف المهاجرين و استياء عميق خاصة بعدما تحدث الجميع عن مؤهلات هذا المرفق العمومي الذي سينسي المغاربة متاعب الماضي و السفريات السابقة . في نفس السياق لم يكن التونسيون أحسن حظا من إخوانهم المغاربة حيث بدا جليا تذمرهم و اسيائهم مما حصل عموما في مؤسساتهم من زيادة مشطة في الأسعار إلى إضرابات غير معلنة و تأخير .
أما ما وقع مع باخرة قرطاج التي أقلعت في سابقة من نوعها بطاقم من الجيش الوطني التونسي الذي تولى قيادة الباخرة بأمر حكومي مما أدى لفتح باب التأويلات من قبيل الصراعات السياسية التي أصبح الإتحاد العام التونسي للشغل طرفا فيها و غير مستبعد أن تكون المنظمة الشغيلة متورطة من قريب أو من بعيد .
بعد 10 أيام تقريبا من قيادة الجيش الوطني للباخرة تعود قرطاج لتواجه وابل من الإنتقادات بعد تأخيرها بعشر ساعات و وصولها إلى إيطاليا على الساعة السابعة مساء بدلا عن التاسعة صباحا و قد واجه من جديد المسافرون عبئ التأخيلا لا سيما الأطفال منهم الذين هم أكثر عرضة للتعب و هم أول الدافعين لفاتورة التجاذبات السياسية و الإضرابات التي تبقى حق مشروع و لكن يجب أن تخضع لمقياس الأخلاق المهنية التي لا تبيح اتخاذ الناس دروع بشرية لتحقيق مكاسب نقابية أو سياسية.
Comments are closed.