إنتهى زمن الحرقة شعار جزائري الصنع عربي الروح فهو يعكس درجة الوعي والنضج التي أصبحت عليها الشعوب العربية ، فهو وإن تم إكتشافه في الجزائر فإنه كان حلم بقية شباب الثورات لبناء بلدانهم……
وهو شعار يحمل الكثير من التناقضات الرهيبة في تأثيره الجيوسياسي والتاريخي فمثلا فرنسا وايطاليا وغيرها من البلدان الساحلية المتوسطية والتي اصبحت الحرقة كابوسها منذ 2011 بداية الثورات العربية بتونس وحديث سياسييها بل وصل الامر بالحرقة أن تصبح عنوان بارز في الانتخابات.
كل تلك البلدان قد يصبح حلمها اليوم ازدياد قوارب الحرقة بل قد نسمع في المستقبل القريب فتح أبواب الهجرة والحرقة بطرق لايعلمها إلا من قد خبر وفقه معاني شعار رفعه شباب غاضب في الجزائر.
فالشاب الجزائري حتى “الحارق”اي المهاجر بطريقة غير شرعية يبقى يد عاملة مطلوبة أما المتعلم فهو قد يؤثث الطبقة الوسطى بطريقة ما ، فيحين ان صاحب الشهادة العلمية فطريقة هجرته مدروسة ومعلومة
فمنذ عقود، ظاهريا اوروبا تحارب الهجرة السرية لكن وبدون إستئذان رفع الشباب في الثورة الجزائرية هذا الشعار ، فهل هو إمتثال لضوابط وموانع الهجرة التي فرضتها اوروبا منذ سنوات؟ أم هو تأثير نسائم ثورة الحرية والكرامة ؟
يقول فيكتور هيغو: الثورة الفرنسية هي أعظم إنجاز بشري منذ ميلاد المسيح La Révolution française est le plus puissant pas du genre humain depuis l’avènement du Christ.
إن جاز لنا إستعارة المعنى قد نقول صدق هيغو في كلمته، فبعد إستقالة الرئيس بوتفليقة وبمجرد إحساس الشباب الجزائري بأنه صاحب القرار في بلده (الذي كان محتلا من قبل فرنسا لمدة تزيد عن 100 سنة) أصبح يفكر بعظمة الثائر ين الأحرار ، إنها حالة نفسية لايفهمها إلا من يعيشها فلا يمكن باي حال من الاحوال نسخها ولا وصفها ولا حتى إستنساخها ولو إستحضرت لذلك كل أحلام المقاومين الاولين ووعود السياسيين المؤسسين وكل قوالب الدولة الوطنية ولا تنبؤات عرافة زوجة الرئيس ، مارفعه الشباب الجزائري ليس مجرد شعار بل هو نتيجة حتمية لسنوات من الصبر والحلم والدموع والالام لكن الإستثناء الجزائري يكمن في ان الشباب رفع ذلك الشعار في مناخ سياسي يعاديه بل اغرب من ذلك ان المشهد الاعلامي الوطني والسياسي مصاب بالجفاف والغباء ، فمن أين نبعت تلك الافكار ياترى ؟
يقول كاتب فرنسي آخر أن المجتمعات التي لا تتحرك هي مجتمعات منافقة ، الحركة هنا تزامنت، في ماقد يصطلح على تسميته الموجة الثانية من الثورات العربية ، مع وعي فاجأ الجميع في الداخل والخارج ، فاجأ الأب والام ، الجد والجدة وكل الذين يعيشون بعقد الخوف من الحركة وحتى التفكير في التحرر.
إنها ببساطة أحلام الشباب ، أحلام من يعيشون الحقرة كل يوم ، 24 ساعة في اليوم ، في كل شارع وكل حي في كل مباراة كرة قدم ،كل تلك الاحلام تتراكم وترفض أن تموت بل تصارع الحقرة وتشق لنفسها طريقا إلى أن تنتصر وتقول بكل ثقة في النفس إنتهى زمن الحرقة
.يتبع
Comments are closed.