“الوضع تحت السيطرة” ، “لا داعي للذعر” ،” لا تصدّقوا الإشاعات ” جمل خشبية تكررها المؤسسات الرسمية في أغلب المحادثات والتوجيهات حول فيروس كورونا المستحدث. ولكن هذا القول يبقى أسهل من الفعل في زمن الإعلام الرقمي والمواطن الصحفي
إذا كيف تطلب من مواطن يقطن في حي شعبي يركب حافلة تتكدس فيها الذوات البشرية ، تتلاقح فيها الأفكار والفيروسات والأمراض والإشاعات والخوف والأمل والفقر واليأس أن يقتنع بأنه لا داعي للذعر ، هذا المواطن يصافح الرعب كل لحظة والمرعب أكثر أنه قد يحمل معه المرض إلى عائلته .
جمل خشبية يتوارثها كل ناطق رسمي لمؤسسة حكومية فأصبحت علامة مسجلة لإستبلاه المتلقي بل أصبحت تطغى على مايليها من تعليمات ، السياسة الإتصالية للجهات الرسمية متحجرة بل متخلفة على اللحظة الرقمية وعلى صحافة المواطن خاصة المرئية.
حالة عامة تحيلك على توقف الزمن وتصبح مخيفة مقارنة بتقدم إعلامي وتطور تكنولوجي رهيب في دول أخرى ، نفس هذا الخوف والرعب يبقى حالة نفسية طبيعية ، إلا أن إخبار الناس بعدم القيام بذلك كل مرة دون تقديم معلومات دقيقة ومنتظرة (بالقياس لبعض الدول) لن ينجح بل سيزيد من حالة الذعر .
أغلب علماء الاجتماع يتفقون أنّ جمل من قبيل “الوضع تحت السيطرة “و “لا داعي للذعر” يمكن أن تأتي بنتائج عكسية تنتهي بأنانية مفرطة تمس غالبية الشعب .
Comments are closed.