في كل عام و ككل عام نظم المركز الثقافي الإسلامي في “بريشيا” إفطارا جماعيا خاصا جدا باعتبار أن المدعوين هم من غير المسلمين حيث يعتبر هذا اللقاء فرصة اجتماعية مهمة جدا للتواصل مع غير المسلمين وطرح افكار جديدة وتصحيح مفاهيم وإجابة عن عديد الأسئلة الشائكة . مناسبة تلتقي فيها الإنسانية على أرضية الأخوة أين يتحول جميع أفراد الجالية لسفراء لأوطانهم وقناعاتهم العقائدية بعيدا عن التجاذبات السياسية والتدليس والمهاترات الإعلامية وما أحوج الانسانية لهكذا تواصل وما أحوج هذه المشاهد للصحافة والإعلام لتدرك الشعوب أنها مفعول بها ولا سبيل للمعاداة ولحرب الوجود المزعومة .
افتتح الأمسية الشيخ “أمين الحزمي” بتلاوة عطرة لكتاب الله سكنت لها أرواح الحاضرين وتداول الحضور لإلقاء كلماتهم ابتداء من الوجه السياسي المعروف عضو المجلس البلدي ببريشيا “فرانكو فينارولي” كما ألقى كلمة كل من رئيس الجالية “جمال الهمادي” ثم ممثل الكنيسة الكاثوليكية وممثل الكنيسة الأورتودوكسية وممثل الكنيسة الفالديسية إلى جانب عدة منظمات وجمعيات من مختلف مكونات المجتمع المدني .
وحان موعد الإفطار رفع الأذان بصوت شجي وطغى على القاعة سكون وقد لبس الحاضرون حلّة الاحترام ثم وقف الجميع يتأمل ما أعدت الحرائر المسلمات على مائدة الإفطار في تعجب واستحسان .
تم الإفطار في جو أخوي مفعم بالابتسامة. في سياق آخر سألنا “جورجو زوباني” الذي يعيش هذه التجربة للعام الثالث على التوالي عن مدى أهمية هذه اللقاءات وما الذي من شأنه تغييره على المستوى المفهومي للشعوب فقال إن الله بعث عباده لإصلاح الناس وليعلمهم المفهوم الصحيح للأخلاق ندرك جيدا أهمية الحضور الإسلامي في مدينتنا ثم نحن مجموعة الفوكولاري مسيحيو الديانة نؤمن بأن الأرض للإنسان وأن الخلق جعل لهم أمكنة ومستقرا يعيشون فيه ويركنون إليه فلا يحق لأحد أن يرفض أحدا وإن كان مخطئا بحسب زعمه نحن اليوم نجلس مع إخواننا المسلمين على نفس الطاولة كرسالة أمن وأمان وأننا إخوة في الإنسانية .
في هذا السياق كذلك سألنا الدكتورة “سيلفانا” عما إن كان المجتمع المدني نجح فيما فشل فيه المجتمع السياسي فقالت بالتأكيد نعم نسعى دائما لا لحرق المراحل ولكن لفهم طبيعتها فهما سليما وعن كثب حتى نقترب من الناس بطرقنا السليمة لا بما تفرضه علينا الخيارات السياسية .
الجالية نيوز سعت لتسجيل جل آراء الضيوف التي تصب في سياق واحد وهو سياق التعايش والاحترام في كنف ما تكفله القوانين والأعراف الإنسانية بعيدا عن التشويه الممنهج الذي يهدف للزج بالبشرية في صراعات تكون الإنسانية بأفضل حال في غيابها.
صابر اليعقوبي
