testata
Ad
Ad
Tag

أزمة طاقة

Browsing

ميلوني ، زعيمة حزب فراتيللي ديتاليا اليميني المتطرف ، والتي أصبحت في أكتوبرأول رئيسة وزراء إيطالية تقود أكبر تحالف يميني منذ الحرب العالمية الثانية، إختارت في خضم أزمة الطاقة التي تمر بها أوروبا زيارة العراق رابع مصدر للنفط والغاز في العالم بعد الولايات المتحدة ، روسيا والسعودية.

حيث دعا رئيس الوزراء العراقي يوم الجمعة إلى مزيد من التعاون الاقتصادي مع إيطاليا من خلال استقبال نظيرته جورجيا ميلوني ، التي تقوم بأول زيارة ثنائية له خارج أوروبا إلى العراق للقاء القوات الإيطالية المشاركة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

رئيسة الحكومة الإيطالية تقوم بزيارتها للجيش بمناسبة عيد ميلاد رأس السنة ،ومن المنتظر أن تصل أيضا إلى أربيل بعد لقائها رئيس الوزراء السوداني في بغداد.

“لقد أعربنا عن استعدادنا لتطوير التعاون الاقتصادي في جميع المجالات ، لا سيما الزراعة والمياه والصحة” ، أشار في مؤتمر صحفي السيد السوداني ، بحضور جيورجيا ميلوني. كما دعا “الشركات الإيطالية المتخصصة في مجال البنى التحتية و في مجال استغلال الغاز الى العمل بالعراق “.

يذكر أن العراق وهو البلد الذي يمتلك ثروة نفطية هائلة ، عانى منذ عقود من الصراعات الأهلية، ولا تزال بنيته التحتية تحمل ندوبًا، وهو محور شكل إحدى القضايا ذات الأولوية  للنقاش بين الدولتين إضافة إلى القضاء على حرق الغاز ، وهي ممارسة ملوثة للغاية تتمثل في حرق الغاز المتسرب أثناء استخراج النفط الخام، وحسب الإطاليين، يمكن لهذا الغاز المشتعل ، الذي يتم التقاطه ومعالجته ، أن يقع استغلاله في إنتاج الكهرباء .

السوداني وبعد لقاءه ميلوني صرّح أن  “العراق مستعد لتزويد ايطاليا بما تحتاجه من النفط والغاز.”

كما التقت السيدة ميلوني برئيس العراق عبد اللطيف رشيد ورئيس مجلس النواب في بغداد محمد الحلبوسي.

يذكر أن إيطاليا ، العضو في حلف شمال الأطلسي ، نشرت حوالي 650 جندي في العراق والكويت كجزء من عملية بريما بارتيكا ، والتي تأتي لدعم التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). أغلب هؤلاء الجنود الإيطاليون  يعملون في مراكز القيادة متعددة الجنسيات في الكويت ، وفي بغداد وأربيل في العراق، كما إنهم يقومون  بتدريب القوات المسلحة والشرطة العراقية ويقدمون أيضًا الدعم الإداري.

منذ أن خيّم الصمت على أعياد الميلاد التي شهدها وباء كورونا ، كان الإيطاليون يأملون في الاحتفال بعطل أعياد الميلاد في نهاية هذا العام ، لكن أزمة الطاقة المرتبطة بالحرب في أوكرانيا مثلّت محور النقاش هذه السنة .

حيث تراجعت المقدرة الشرائية مع ارتفاع فواتير الكهرباء ونتيجة لذلك ، فضلت بعض البلديات التخلي عن أضواء عيد الميلاد لمساعدة لفئات المهمشة على دفع فواتيرهم، وهو ماقام به جانلوكا ديل ماسترو ، عمدة مدينة بوميجليانو داركو بالقرب من نابولي الذي صرّح: “لقد زادت فاتورة الكهرباء لبلديتنا ستة أضعاف، وهو السبب الذي جعلني لم أتخذ مبادرات هذا العام،والتي كان من الممكن القيام بها على حساب السكان لان تكاليف المدينة تؤثر بشكل مباشر على المواطنين من حيث الضرائب “.

مدينة بوميجليانو داركو ، التي يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة ، تقع في قلب أحد أهم المراكز الصناعية في جنوب إيطاليا، لكننا لانرى سوى عدد قليل جدًا من مظاهر “الكريسمس”، قد تبدو الشوارع حزينة بعض الشيء ، لكن العديد من العائلات ستتمكن أخيرا من قضاء عيد الميلاد دون الحاجة إلى التفكير في  فواتير الكهرباء “.

يتابع جيانلوكا ديل ماسترو  أكد أن “مبلغ الأموال التي خصصناها هو 120000 يورو” ،. وأضاف “في الوقت الحالي لا نعرف حتى الآن عدد العائلات التي ستستفيد من هذه المساعدة ، لكن بالتأكيد سيكون هناك الكثير. نحن نقدر أن كل عائلة مستفيدة ستتلقى ما بين 300 و 400 يورو. وهو شيء نعتبره ضروري للغاية في هذه اللحظة التاريخية.”

في الجنوب الإيطالي خاصة فإن مساعدة العائلات ضعيفة الدخل بدلاً من إنارة الشوارع أصبح خيار اجتماعي منطقي للعديد من الإيطاليين الذين يواجهون التضخم. ومع ذلك ، فإن روح العطلة ليست غائبة تمامًا حيث قام عديد التجار في إطار نشاطهم السنوي بتركيب زينة عيد الميلاد.

الحرب الروسية الأوكرانية لا يزال صداها يهدد رفاهية المواطن الإيطالي خاصة أننا في بداية فصل الشتاء وإن لم تستبق الحكومة الإيطالية بقيادة “ميولني” الأحداث فإننا سنشهد إنعكاسات سلبية على الوضع الاقتصادي والسياسي كلّ.